أسفر الفجر فانهضي يا صديقه | نقتطف سحره و نحضن بريقه |
كم حنّنا إليه و هو شجون | في حنايا الظلام حيرى غريقه |
و تباشيره خيالات كأس | في شفاه الرؤى ، و نجوى عميقه |
و ظمئنا إليه و هو حنين | ظاميء يرعش الخفوق شهيقه |
واشتياق يقتات أنفاسه الحمر | و يحسو جراحه ... و حريقه |
وذهول كأنّه فيلسوف | غاب في صمته يناجي الحقيقة |
و طيوف كأنّها ذكريات | تتهادى من العهود السحيقه |
واحتضنّا أطيافه في مآقينا | كما يحضن العشيق العشيقه |
و هو حبّ يجول في خاطرينا | جولة الفكر في المعاني الدقيقة |
و التقينا نريق دمع المآقي | فأبت كبرياؤنا أن نريقه |
واحترقنا شوقا إليه و ذبنا | في كؤوس الهوى لحونا رقيقة |
وانتظرناه و الدجى يرعش الحلم | على هجعة القبور العتيقة |
و السري وحشة و قافلة السّـ | فر يخاف الرفيق فيها رفيقه |
و ظلام لا ينظر المرء كفّيـ | ه و لا يسعد الشقيق شقيقة |
هكذا كان ليلنا فتهادى | فجرنا الطلق فلحياة طليقه |
***
| |
فانظري " يا صديقتي " رقصة الفجر | على خضرة الحقول الوريقة |
مهرجان الشروق يشدو و يندى | قبلات على شفاه الحديقة |
فانهضي نلثم الشروق المغنّي | و نقبّل كؤوسه ورحيقه |
و اخطري يا صديقتي في طريق الـ | فجر كالفجر ، كالعروس الأنيقه |
واذكري أنّنا نعشنا صباه | وحدنا ؛ على خطاه الرشيقه |
و سكبنا في مهده دفء قلبيـ | نا و أحلامنا العذارى المشوّقه |
نحن صغنا أضواءه من هوانا | و فرشنا بالأغنيات طريقه |
و شدونا في دربه كالعصافـ | ير … و شدو الغرام فيض السليقه |
لن نطيق السكوت فالصمت للمسيـ | ت و تأبى حياتنا أن نطيقه |
***
| |
نحن من نحن ؟ نحن تاريخ فكر | و بلاد في المكرّمات عريقه |
سبقت وهمّها إلى كلّ مجد | و انتهت منه قبل بدء الخليقه |
فابتسمي : عاد فجرنا و هو يتلو | للعصافير من دمانا وثيقه . |
الخميس، 24 يناير 2013
في طريق الفجر / عبدالله البردوني
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق