الخميس، 24 يناير 2013

في طريق الفجر / عبدالله البردوني

أسفر الفجر فانهضي يا صديقهنقتطف سحره و نحضن بريقه
كم حنّنا إليه و هو شجونفي حنايا الظلام حيرى غريقه
و تباشيره خيالات كأسفي شفاه الرؤى ، و نجوى عميقه
و ظمئنا إليه و هو حنينظاميء يرعش الخفوق شهيقه
واشتياق يقتات أنفاسه الحمرو يحسو جراحه ... و حريقه
وذهول كأنّه فيلسوفغاب في صمته يناجي الحقيقة
و طيوف كأنّها ذكرياتتتهادى من العهود السحيقه
واحتضنّا أطيافه في مآقيناكما يحضن العشيق العشيقه
و هو حبّ يجول في خاطريناجولة الفكر في المعاني الدقيقة
و التقينا نريق دمع المآقيفأبت كبرياؤنا أن نريقه
واحترقنا شوقا إليه و ذبنافي كؤوس الهوى لحونا رقيقة
وانتظرناه و الدجى يرعش الحلمعلى هجعة القبور العتيقة
و السري وحشة و قافلة السّـفر يخاف الرفيق فيها رفيقه
و ظلام لا ينظر المرء كفّيـه و لا يسعد الشقيق شقيقة
هكذا كان ليلنا فتهادىفجرنا الطلق فلحياة طليقه
***
فانظري " يا صديقتي " رقصة الفجرعلى خضرة الحقول الوريقة
مهرجان الشروق يشدو و يندىقبلات على شفاه الحديقة
فانهضي نلثم الشروق المغنّيو نقبّل كؤوسه ورحيقه
و اخطري يا صديقتي في طريق الـفجر كالفجر ، كالعروس الأنيقه
واذكري أنّنا نعشنا صباهوحدنا ؛ على خطاه الرشيقه
و سكبنا في مهده دفء قلبيـنا و أحلامنا العذارى المشوّقه
نحن صغنا أضواءه من هواناو فرشنا بالأغنيات طريقه
و شدونا في دربه كالعصافـير … و شدو الغرام فيض السليقه
لن نطيق السكوت فالصمت للمسيـت و تأبى حياتنا أن نطيقه
***
نحن من نحن ؟ نحن تاريخ فكرو بلاد في المكرّمات عريقه
سبقت وهمّها إلى كلّ مجدو انتهت منه قبل بدء الخليقه
فابتسمي : عاد فجرنا و هو يتلوللعصافير من دمانا وثيقه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق