" حياة باي "
التقييم: 8.2
تصنيف الفيلم: دراما , مغامرات
مدة الفيلم :127 دقيقة
إخراج: آنج لي
تأليف: يان مارتيل ( القصة ) أنظر ويكيبيديا ( حياة باي )
سيناريو وحوار: ديفيد ماجي
..
كثيرون يمكن أن يفهموا، أن الفيلم موجّه للأطفال، أو قد يظنون أنه من إنتاج مصنع ديزني، بينما هو في الحقيقة فيلم للكبار .
نجد أنفسنا داخل حديقة حيوان رائعة، نسمع بطل الفيلم "بيسين باتل" أو باي وهو يحكي للكاتب حكايته، والد باي كان رجل أعمال يعيش فى بونديتشري، الجزء الفرنسي من الهند، عندما أعيد هذا الجزء عام 1954، قرر الأب إنشاء حديقة للحيوان، ولد باي نفسه وسط الحيوانات، وأشرف على ولادته طبيب بيطرى، الأب كان مختلفاً، أعجبه اسم حمّام للسباحة فى فرنسا، فأطلق على ابنه اسم "بيسين"، الطفل نفسه أصبح سباحاً رائعاً بفضل استاذه "ماماجي"، لم يكن يضايق باي إلا اسمه الغريب، وتعليقات زملائه وأساتذته عليه ..
الكاتب لم يطلب من باي أن يحكى حكايته إلا بناء على نصيحة المدرب "ماماجي"، قال الرجل للكاتب إن حكاية باي ستقنعك أن تؤمن بالله، تتحدد منذ البداية الفكرة فى أن المغامرة التى سنراها ليست رحلة غرائبية فحسب، ولكنها رحلة تأملية ورمزية وروحية، يتأكد ذلك عندما تبدو اهتمامات باي الصبي بالأديان الكثيرة فى الهند، ولد هندوسياً، افتتن بالآلهة الكثيرة، ولكنه أحب الله من خلال الكنيسة، وذهب أيضاً الى الصلاة فى المسجد.
..
داخل الفيلم سنشاهد رقصات شبه صوفية للفتيات، كل حركة باليد أو القدمين لها معنى وترجمة، يضاف الى ذلك الأبطال من عالم الحيوان، نمر وضبع وقرد وحمار وحشى، كل كائن يعبر عن صفات وطبائع ..
..
تسوء الظروف الإقتصادية فى بوندتشيرى، فيقرر الأب الهجرة الى كندا على سفينة يابانية، حاملاً معه حيواناته لكى يبيعها فى الولايات المتحدة، كان باى قد اقترب من فتاة اسمها آناندى، افترقا بلا عودة، بدأت الأسرة رحلتها الى المجهول، عاصفة هائلة ستحطم السفينة، يسقط قارب الإنقاذ الذى يحمل باى، تقفز معه عدة حيوانات، يجد نفسه فى بداية رحلة تستغرق منه 227 يوماً هى قلب الفيلم بأكمله.
نجح آنج لي فى تحويل الفيلم الى لوحات ملونة، الصورة ثرية للغاية وتأثيرها قوى وجذاب باستخدام تقنية البعد الثالث، استخدم لي في مشاهد المحيط الليلية اللونين الأزرق والأسود، واستخدم فى مشاهد الصباح اللونين البرتقالى والأبيض، ساهمت الإمكانيات الضخمة فى تجسيم مشاهد العاصفة والجزيرة، تميز الفيلم بموسيقى ساحرة عبّرت عن البعد الروحى للرحلة .
" آنج لي "
استحق الأوسكار بجدارة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق